هل أجّرنا ثورتنا لصهاينة التجمّع ؟

لقد بدأت ملامح الانقلاب تتضح شيئا فشيئا ، فبعد فرض الحكومة اللاوطنية بمباركة البيروقراطية النقابية و على رأسهم عبد السلام السرياطي في لعبة قذرة بعلاقة بردم ماضيه و حاضره الاسودان ، تشكلت اللجان التي من المفترض أن تحمي مطالب الثورة ، لكن بصيغة الانقلاب على الثورة و ذلك من خلال ممثليها الذين ينتمون كلّهم لحزب نادى الشعب بحلّه و محاسبة رموزه فأصبحوا قادة جدد لحماية الثورة كما يزعمون هذا على المستوى الوطني ، ثم تدحرجوا للجهات و نصّبوا الولاّة و أتت القائمة كما انتظرها الشعب كلهم من الحزب المجرم في حقهم ، و أصحاب الثورة مغرقون في مشاكل هامشية كالحق في الشغل ، و الحق في الارتقاء المهني و الحق في الترسيم و الحق في الادماج . هل أن ثورة حصدت مئات الشهداء من أجل سنّ دستور، حلّ المجالس الصّورية ، حلّ حزب التجمع و تركيز حكومة انقاذ وطني أم من أجل أن يعاد الجلاّد في ثوب جديد كما حدث في 1987/11/07 حيث هلّل الشعب لميلاد عهد جديد بلا رئاسة مدى الحياة مرورا للزيارات الفجئية للجنرال مع نشر قليل من الفضائح عن العهد البورقيبي و كلّ الشعب يصفق لزين العرب ، تتسائلون لما كل هذا ؟ نعم كل هذا هو نسخة لما يحدث الآن و نحن نراقب المجهول و الفادم سيكون أسوأ من الماضي إن دخلنا في سباتنا الأبدي وانتظرنا إلى أن تقع تسمية المعتمدين لتكتمل الصورة التي مزّقناها و لكن لم نحرقها ، عندئذ سنقول على ثورتنا السلام و نطلب المعذرة من كاتب التاريخ ليعوض كلمة الثورة ب: أعمال شغب ، لأننا اكتفينا بنصف الثورة و جلسنا على الربوة نرقب العدوّ لينظّم صفوفه

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire